إستراتيجيات جديدة للنجاح في مواجهة التحديات الاقتصادية

عُقدت الندوة المتخصصة في الاقتصاد الكلي يوم الخميس 26 سبتمبر بحضور الخبراء والفاعلين في مجال الاقتصاد في بيئة حيوية ومتخصصة. وكان الهدف من هذا الحدث استعراض المفاهيم الرئيسية للاقتصاد الكلي وتقديم رؤى جديدة حول التحديات والفرص الاقتصادية المستقبلية، واستقطاب المشاركين المهتمين بالمواضيع الاقتصادية والاستثمارية.

انطلاق الندوة مع التأكيد على التضامن البشري والتفكير العالمي

بدأت الندوة بكلمة من السيدة حيدري التي أشارت إلى أهمية التضامن البشري في الاقتصاد، وركزت على مقاربة عالمية تضع التعاون الدولي وابتعاد عن النزعة الوطنية كركيزة أساسية للتقدم الاقتصادي. كما قدمت السيدة حيدري توصيات حول التعاون الاقتصادي وفهم أفضل للتفاعلات العالمية في الفضاء الاقتصادي.

مفهوم القدرة على الصمود وأهميته في الشركات والمنظمات

في الجزء الثاني من الندوة، قدّم السيد قهرمان زاده محاضرة تناول فيها مفهوماً جديداً ومهماً باسم “القدرة على الصمود” في هياكل الشركات والمنظمات. وأوضح أن القدرة على الصمود تتجاوز الاستقرار، وتشير إلى قدرة المنظمات على مواجهة الصدمات والتقلبات الاقتصادية. هذا المفهوم لا يقتصر فقط على البقاء في الأزمات، بل يجب على الشركات والمنظمات الاستفادة من التغيرات والتحديات، وفي النهاية الازدهار في ظل الظروف غير المستقرة.

وأكد السيد قهرمان زاده على أن محاولاتنا للتقليل من التقلبات والحوادث في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، الصحة، والسياسة قد أدت إلى زيادة هشاشة هذه الأنظمة. وأوصى الشركات بالابتعاد عن السعي لمنع الفوضى، بل الاستفادة من الضغوط والتغيرات التي لا مفر منها مع الاستعداد للأحداث غير الخطية. وكان أحد المبادئ الأساسية للقدرة على الصمود هو الابتعاد عن الديون الثقيلة التي قد تجعل الشركات عرضة للخطر في الأوقات الحرجة.

مراجعة المؤشرات الرئيسية للاقتصاد الكلي

في الجزء التالي من الندوة، ناقش المشاركون المؤشرات الرئيسية للاقتصاد الكلي. وقد شملت هذه المؤشرات ما يلي:

  • مؤشر أسعار المستهلك (CPI): هو مقياس لقياس التغيرات في أسعار السلع والخدمات التي يستهلكها أسرة متوسطة، ويعكس مستوى التضخم على مستوى المستهلك.
  • مؤشر أسعار المنتجين (PPI): أداة لتقييم التغيرات في الأسعار من وجهة نظر المنتجين والبائعين، ويعكس مستوى تكاليف الإنتاج.
  • مؤشر مديري المشتريات (PMI): مقياس لقياس الاتجاه العام للاقتصاد في القطاعات الإنتاجية والخدمية بناءً على استطلاعات رأي من مديري المشتريات.
  • الناتج المحلي الإجمالي (GDP): متغير رئيسي في التحليلات الاقتصادية الكلية يعكس القيمة الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة في الدولة.

في الجزء التالي من هذه الجلسة، تم تحليل المؤشرات الاقتصادية في تركيا. كما تم بحث تأثيرات التضخم على الأسواق المختلفة، خاصة في مجالات الأعمال، من قبل الخبراء المشاركين في الندوة.

خطاب عثمان فائق بيلجه وتوصياته للمستثمرين

في جزء آخر من الندوة، تم عرض فيديو لعثمان فائق بيلجه الذي تحدث عن تجربته في الأسواق العالمية وقدم نصائح للمستثمرين. وأكد على أهمية معرفة النفس والسوق بدقة قبل دخول أي مجال تجاري، كما نصح المستثمرين بالحصول على معلوماتهم من مصادر موثوقة. وأشار أيضاً إلى ضرورة ألا يقتصر المستثمرون على أسواق محدودة تعتمد على قومية أو جنسية معينة، بل ينبغي عليهم الاستفادة من التجارب العالمية، خاصة تلك التي يتم ملاحظتها في أسواق تركيا.

تحليل تأثير التضخم على الأعمال التجارية ومراجعة الأسواق الخاصة

في ما بعد، قام السيد رسول زاده بتحليل تأثير التضخم على بعض الصناعات مثل الملابس والنسيج وناقش حالة صناعة المطاعم التي تقدم خدمة كاملة. ومن خلال عرض إحصائيات لعام 2021، قدم توقعات إيجابية للأعمال التجارية الخاصة بالمقاهي والمطاعم المستقلة وأشار إلى الأسواق الناشئة للقهوة في تركيا. كما تناول أيضًا دراسة العلامات التجارية المحلية في هذا المجال وأبرز أهمية هذه العلامات في الأسواق المحلية.

تحليل وضع سوق العقارات في تركيا وتوصيات للاستثمار العقاري

ناقش السيد قهرمان زاده وضع سوق العقارات في تركيا، وتحليل التضخم في هذا السياق، وقد نصح المستثمرين بعدم الدخول في سوق العقارات على المدى القصير. وأوضح أن أسعار العقارات عادة ما ترتفع بعد فترة من الوقت مقارنة بالتضخم، وأن الدخول إلى هذا السوق سيكون مفيدًا فقط للمستثمرين على المدى الطويل (على الأقل لمدة 5 سنوات). كما أشار إلى الزيادة الكبيرة في تكاليف البناء والأجور في عام 2024، ونصح الأفراد الذين ينوون البناء أن يدخلوا هذا المجال بحذر أكبر.

ختام الندوة مع توصيات للأعمال الصغيرة وقرعة للتصدير

اختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الحصول على مصادر دخل بديلة وتقديم توصيات لإدارة الأعمال الصغيرة. في نهاية البرنامج، تم تنظيم سحب لفرصة تصدير بقيمة مليوني دولار، وقد لاقى السحب ترحيبًا كبيرًا من المشاركين.

لقد وفرت هذه الندوة، من خلال تقديم رؤى جديدة وعملية في مجال الاقتصاد الكلي، فرصة قيمة للفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين للتعرف على التحديات والفرص المستقبلية، والاستفادة من تجارب المتحدثين.

برچسب ها:

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *